الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فتعليق الآيات في المنازل جائز، مثل آية الكرسي وغيرها من الآيات، على أن يكون المكان الذي توضع فيه طاهرًا ليس فيه ولا حوله نجاسة، أو يختلط بها صور أو رسوم . والأصل في الجواز أن في آيات كتاب الله واستذكارها فضل عظيم، فهو أقدس كتاب أنزل الله على عباده، من زمن نبي الله نوح -عليه السلام- حتى رسالة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وفيه قال -عز وجل- :(لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)(الحشر:21) وهو حرز من الشياطين كما في آية الكرسي، كما يجوز تعليق أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للاستذكار والاتعاظ والعمل بما فيها من الأحكام النبوية، فهذه الأحاديث لها فضل كبير؛ لأنها رسالته -عليه الصلاة والسلام- إلى أمته .
أما تعليق الآيات أو الأحاديث في المساجد فلا يجوز؛ لما يكون فيها من إشغال المصلين الذين يفترض فيهم الخشوع، فمن طبيعة الإنسان أنه إذا رأى شيئًا أمامه ينصب إليه نظره، فينسى ما يجب عليه من الخشوع؛ فلكيلا يكون أمام المصلي ما يشغله في صلاته، فلا يجوز تعليق السور أو الآيات في المساجد.
والله – تعالى- أعلم .