الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،
فظاهر سؤال الأخ أن المصلين ينتظرون الإمام وهم قيام : والجواب أنه إذا كان المراد أن من يدخل المسجد للصلاة عليه أن ينتظر وهو قائم دخول الإمام فهذا لا يجوز، فالأصل أن من يدخل المسجد عليه أن يصلي ركعتين تحية المسجد، ويجلس في انتظار قيام الصلاة؛ لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)([1]). ولكن يحدث أن يدخل المصلي المسجد وقد قرب قيام الصلاة بمعنى أن الوقت قد حان لقيامها، فلم يبق عليه سوى دقيقة أو دقيقتين فينتظر وهو قائم قيام الصلاة؛ لأن ما بقي من الوقت لا يكفي لأداء ركعتي تحية المسجد، ويريد أن يحصل له فضل تكبيرة الإحرام مع الإمام .
هذا هو الجواب، وهو المشهور والمعلوم عند عامة المسلمين، وهو السنة، وفي هذا قال الإمام النووي -رحمه الله- : (وَإِنْ دَخَلَ وَالْإِمَامُ فِي آخِرِ الْخُطْبَةِ وَغَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُ إنْ صَلَّى التَّحِيَّةَ فَاتَهُ تَكْبِيرَةُ الْإِحْرَامِ مَعَ الْإِمَامِ لَمْ يُصَلِّ التَّحِيَّةَ ، بَلْ يَقِفُ حَتَّى تُقَامَ الصَّلَاةُ ، وَلَا يَقْعُدُ ، لِئَلَّا يَكُونَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ قَبْلَ التَّحِيَّةِ ، وَإِنْ أَمْكَنَهُ الصَّلَاةُ وَإِدْرَاكُ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ صَلَّى التَّحِيَّةَ ، هَكَذَا فَصَّلَهُ الْمُحَقِّقُونَ )([2]) .
[1] – أخرجه البخاري برقم (444).
[2] المجموع شرح المهذب 4/551.