سؤال من الأخ مجدي من مصر يقول فيه: شيخي الكريم! أنا حفظتُ كثيرًا من القرآن الكريم، ومع اشتغالي بأمور الحياة نسيته، فهل عليَّ إثمٌ؟.

حكم من حفظ شيئًا من القرآن ثم نسيه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وصحابته، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد :

فإن حفظ القرآن ليس بواجب، بل هو من المستحبات والفضائل، فقد نزله الله على عباده هدًى ورحمةً لهم، قال-عز وجل-: ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة: 2)، وقال-عز ذكره-: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ﴾ (لقمان:2-3)، وقال-جل في علاه-: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ (الحشر:21).

وفضائل القرآن  لا تعد، ولا تحصى، فمن حظي بقراءته، وتدبر أحكامه قولًا وعملًا، فقد سَعِدَ في الدنيا والآخرة  .

 هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ عن نسيانه ما حفظه من القرآن فهذا الحفظ ليس بواجب، وإنما هو من المستحبات والفضائل، ونسأل الله-عز وجل-أن يُذَكِّرَنَا من القرآن ما نسينا، إنه ولي ذلك، والقادر عليه .

والله تعالى أعلم.