سؤال من الأخ ل.ر. يقول: قدمت طلبًا للبنك لحصول القرض لشراء المسكن، ولكني لم أكن بحاجة للمسكن، وكنت أملك بيتًا فهل المبلغ الذي أخذته من البنك حلال؟

القرض المشوب بعدم الصدق فيه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالمفترض الصدق في التعامل، وقد أمر الله -عز وجل- بالصدق، فقال -جل في علاه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، وقال: {لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ} [الأحزاب: 24]، وعظم أجر الصدق والصادقين فقال: {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]، والآيات في هذا كثيرة، وكما عظم الله الصدق عظمه رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-فقال: ” عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا”([1]).

والأخ في السؤال ربما اقترض من البنك بحجة بناء مسكن، مع أنه يملك مسكنًا ولا حاجة له في هذا القرض، ولكن ربما يكون له غرض آخر، فالبنك ربما يضع تسهيلات لمن يقترض لشراء مسكن له، وأراد أن يستفيد من هذا القرض لما فيه من التسهيلات.

فالحاصل: أنه كان على الأخ في السؤال أن يصدق البنك في تعامله معه، فيصحح هذا التعامل؛ تحقيقًا للصدق الذي أمر الله به، وأمر به رسوله -صلى الله عليه وسلم-. فنسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا جميعًا من الصادقين في أقوالهم وأفعالهم. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله -تعالى- أعلم.

[1] رواه البخاري (6094)، ومسلم (2607) واللَّفظ له.