البورصة (أي السوق المالية) هي محل عقود البيع والشراء للبضائع والعملات الورقية والأسهم وسندات القروض الحكومية والتجارية. ولهذه البورصة (السوق) جوانب إيجابية وجوانب سلبية.
أما الجوانب الإيجابية: فهي تسهيل عملية التوافق بين البائعين والمشتريين، كما تسهل عقد العقود الآجلة والعاجلة على البضائع والأسهم والسندات، كما تسهل تمويل مؤسسات الصناعة والبضائع، وعملية بيع الأسهم وسندات القروض، ومن فوائدها الإيجابية أن يكون الناس على علم بأسعار الأسهم والسندات والبضائع.
وأما الجوانب السلبية: في السوق المالية ( البورصة) فمنها: أن البيع قد لا يكون حقيقيًّا، بمعنى أن البائع يبيع مثلًا ما لا يملك من الأسهم والعملات والسندات والقروض، على أمل شراء ذلك من السوق وتسليمه في الموعد دون أن يقبض الثمن عند العقد، كما هو المشروط شرعًا بأن على الإنسان أن يبيع ما يملك، ففي حديث حكيم بن حزام- رضي الله عنه- قال سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت يا رسول الله، يأتيني الرجل فيسألني البيع ليس عندي أبيعه منه، ثم أبتاعه له من السوق. قال: (لا تبع ما ليس عندك ).([1])
والحاصل فيما ذكر، أن البورصة (السوق المالية) سوق يجتمع فيها العرض والطلب، وتمنع الطامعين من استهلاك المتعاملين في السوق، وفي هذا فوائد استغلال كثيرة، ولكن ما من شك في أن في (البورصة) صفقات محرمة شرعًا، مثل الاستغلال وأكل الأموال بالباطل الذي حرمه الله، مما يجب معه مراقبة ما يجري فيها؛ حفاظًا على شرعية التعامل، وإحلال الحلال، وتحريم ما حرم الله من ربا ونحوه.
والله -تعالى- أعلم.
[1] – أخرجه أبو داود في كتاب الإجارة باب في الرجل يبيع ما ليس عنده برقم (3503)، صححه الألباني في صحيح أبي داود، (٣٥٠٣).