الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فالجواب: لا يجوز التسول داخل المسجد لأن هذا مبني للصلاة والذكر فلا يجوز أن يكون الغرض منه أمور الدنيا ولهذا منع رسول الله صلى الله عليه وسلم السؤال عن اللقطة في المسجد وذلك فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” مَن سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضالَّةً في المَسْجِدِ فَلْيَقُلْ لا رَدَّها اللَّهُ عَلَيْكَ فإنَّ المَساجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهذا”([1]) فهؤلاء الذين يسألون في المسجد يؤثرون على المصلين في عبادتهم ولكن لا شك أن هؤلاء الذين يسألون غالبا ما يكونون في حاجة فالواجب عدم منعهم من البحث عن السؤال ويمكن تحقيق ذلك بإرشادهم إلى السؤال خارج المسجد مع وجوب التلطف بهم وعدم مضايقتهم لأن الله عزوجل أمر نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بعدم نهرهم وهو أمر لأمته في قوله عز ذكره:” وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ”(الضحى:10) فيجب التلطف بهم وعدم إيذائهم هذا من جهة ومن جهة أخرى ينبغي للمصلين بذل الصدقة على هؤلاء من محاويج المسلمين لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:” منِ استعاذَكم باللهِ فأعيذوه، ومن سألكمْ باللهِ فأعطوهُ ومن دعاكمْ فأجيبوهُ ومن أتى إليكم معروفًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ”([2]).
والله تعالى أعلم
[1] أخرجه مسلم(568).
[2] أخرجه أبو داود (5109) واللفظ له، والنسائي (2567)، وأحمد (5365).