سؤال من الأخ ف. ب. من الجزائر، يقول: سيدة تحصلت على مبلغ من المال حلالًا أرادت أن تتصدق به لأبيها و أمها المتوفين، و زوجها ميسور الحال، أيهما أولى؟ علمًا أنها خافت أن لن تتحصل على هذا المبلغ مرة أخرى لتتصدق على الوالدين، أي يصعب عليها، ما رأي فضيلتكم؟

الصدقة على الوالدين والزوج

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالصدقة على الوالدين المتوفين من البر بهما، وبر الوالدين مما عظمه الله على ولدهما في قوله -عز وجل-: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، [الإسراء:23]، وفي السنة عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (سَأَلْتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي)([1])، وروى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-قال: (رضا الرب في رِضا الوالِدَينِ، وسَخَطُ الرب في سَخَطِ الوالدينِ)([2]).

فالصدقة على الزوج المحتاج فيها خير، لما يربط الزوج بزوجته من المحبة والسكينة والعشرة الحسنة، فللأخت في السؤال الخيار في التصدق عن والديها أو زوجها إذا كان محتاجًا، ففي كل ذلك أجر -إن شاء الله-.

وإن حصولها على مبلغ آخر لا يلزمها التصدق عن والديها، إلا إذا أرادت زيادة في برهما.

والله -تعالى- أعلم.

[1] رواه البخاري ورقمه (527).

[2] رواه الترمذي ورقمه ( 1821) وحسنه الألباني في “السلسلة الصحيحة” رقم (516) .