الأصل أن من يؤم الناس في الصلاة، أو يخطب فيهم يكون عارفًا بالقرآن الكريم وقراءته على الوجه الصحيح. والأصل في ذلك قول رسول الله ﷺ: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله..) الحديث([1]). وهذا يقتضي حكمًا أن يكون عارفًا بكتاب الله، وعدم تكسير آياته، أو اللحن فيها، ورفع ما لا يرفع، ونصب ما لا ينصب؛ لأن ذلك مما يخل بالمعنى، ويحرف ويغير مراد الله من كلامه، وهذا أمر محرم.
والواجب على الإمام المشار إليه أن يتعلم القرآن كما يجب، وأن يعرف ما يقرؤه في خطبة الجمعة؛ لأن إمامة الناس أمانة، والمؤتمن على صلاتهم يجب أن يؤدي الأمانة على الوجه الصحيح؛ لأنه إذا أخطأ فيها تبعه المأمومون فيكون خطؤه وإثمه مضاعفين، فإن لم يستطع تعلم القرآن أو تعذر عليه ذلك وجب عليه أن يترك إمامة المصلين لغيره، براءة لذمته، وإحسانًا للمأمومين.
([1]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب من أحق بالإمامة؟ صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم، ج2 ص609-610، برقم (673).