الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
أما بعد:
فهذا التجسس لا يجوز بل هو محرم فيأثم صاحبه وقد نهى الله ونهيه الحق عن هذا بقوله جل في علاه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا)(الحجرات:12). وحرمه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال في حجة الوداع:”فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، فأعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقالَ: اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ”([1]).
كما حذر عليه الصلاة والسلام عن التجسس وتتبع عورات الناس ففيما رواه أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال:”يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه”([2]).
فاقتضى هذا تحريم التجسس على الناس أو تتبغ عوراتهم ومن يفعل ذلك يبوء بالإثم والعذاب.
والله تعالى أعلم .
[1] – أخرجه البخاري برقم : (1739).
[2] أخرجه أبو داود (4880)، وأحمد (19776).