سؤال من الأخ” ع.ن” من الجزائر يقول: من يتجسس على الناس ويتنصت عليهم ويسمع حديثهم من غير رضاهم؟

حكم التجسس على الناس والتنصت على أحاديثهم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

أما بعد:

فهذا التجسس لا يجوز بل هو محرم  فيأثم صاحبه وقد نهى الله ونهيه الحق عن هذا بقوله جل في علاه  : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا)(الحجرات:12). وحرمه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم  فيما رواه أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال في حجة الوداع:”فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، فأعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقالَ: اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ”([1]).

كما حذر عليه الصلاة والسلام عن التجسس وتتبع عورات الناس ففيما رواه أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال:”يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه”([2]).

فاقتضى هذا تحريم التجسس على الناس أو تتبغ عوراتهم ومن يفعل ذلك يبوء بالإثم والعذاب.

  والله تعالى أعلم .

[1] – أخرجه البخاري برقم : (1739).

[2] أخرجه أبو داود (4880)، وأحمد (19776).