الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فظاهر السؤال عن حكم قراءة القرآن جماعةً بصوت واحد في أحد المساجد.
والجواب: أن هذا غالبا ما يفعله القراء لتعليم طلبةِ القرآنِ القرآنَ الكريمَ بصوت واحد، بحيث يقرأ المعلمُ الآيةَ بصوته، ثم يرددها الطلبة بعده، وهذا غالبا معمول به في الكثير من بلاد المسلمين، والمراد منه تعليم أكبر عدد من الطلبة القران الكريم .
وهذا النوع من القراءة مهمٌّ لتحفيز الطلبة على فهم القرآن الكريم في بدايات حياتهم الدراسية، والمهم أن تكون هذه القراءة في المساجد بعد الفرائض وقبلها؛ حتى لا يكون هناك تشويش على المصلين.
وقد مدح رسول الله-صلى الله عليه وسلم-الاجتماع لقراءة القرآن، سواءٌ كان المجتمعون صغارًا أم كبارا، ففي ما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «ما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِن بُيوتِ اللهِ-تَعالى-، يَتلُونَ كِتابَ اللهِ، ويَتَدارَسونَه بَينَهم؛ إلَّا نَزَلتْ عليهمُ السَّكينةُ، وغَشيَتْهمُ الرَّحمةُ، وحَفَّتْهمُ المَلائِكةُ، وذَكَرَهمُ اللهُ فيمَن عِندَه»([1]).
فالحاصل: أن هذا النوع من القراءة جائز، بل مهم للطلبة في تعليمهم للقرآن الكريم، وهذا النوع من القراءة معلوم عند المسلمين سلفِهِم وخلفِهِم. والله-تعالى-أعلم.
[1] – أخرجه مسلم (2699)، وابن ماجه (225)، وأحمد (7427) مطولًا، وأبو داود (1455)، واللفظ له.