سؤال من الأخ ع… ك من الجزائر عما إذا كانت تحية المسجد تجوز في فنائه.

الصلاة في فناء المسجد

الفناء سعة أمام المكان كالدار أو المسجد، وهذا الفناء يختلف باختلاف أوضاع المساجد في البلدان؛ فقد يكون الفناء مسقوفًا ومنفصلًا عن المسجد بجدار أو جزء من الجدار، ولكنه متصل بالمسجد اتصالًا مباشرًا، وغالبًا ما يكون الفناء على هاتين الصورتين، وقد يكون القصد منه الاحتياط لاستيعاب المصلين إذا زادوا عن المعتاد، أو يكون القصد منه مجرد متنفس للمسجد، والصلاة في هذا الفناء إذا كان على تلك الصورة من الاتصال بالمسجد، وعدم انفصاله عنه جائزة؛ لأنه جزء منه فيأخذ حكمه في الصلاة وغيرها.

وهذا الفناء شبيه بالرحبة ويمكن تسميته رحبة، وقيل في تعريف الرحبة: إنها بناء يكون أمام باب المسجد غير منفصل عنه، وقد وقع فيها الاختلاف فقيل إنها ليست من المسجد، وقيل إن كانت محوطة فهي منه، وقيل إن حد المسجد هو ما جعل عليه حائط باب([1]). والراجح أن لها حكم المسجد؛ فيصح فيها كل ما يشترط له المسجد من صلاة وغيرها([2]). أما إن كانت منفصلة عن المسجد فليس لها حكمه.

وينبني على هذا أن الرحبة أو الفناء جزء من المسجد إذا كان متصلًا به، فيصح فيه كل ما يشترط له المسجد من صلاة وغيرها.

 

([1])فتح الباري بشرح صحيح البخاري، للإمام ابن حجر، ج13 ص165-167، وكتاب الفروع للإمام ابن مفلح، ج3 ص153.

([2]) المجموع شرح المهذب للإمام النووي، ج4 ص303.