الأصل أن يصلي المسلم الصلاة في وقتها، عملًا بقول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ}([1]) وقوله عزوجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ}([2]). ففي هذه الآية جمع للصلوات الخمس المفروضة، فصلاة الفجر تؤدى في أحد طرفي النهار، وصلاة الظهر وصلاة العصر تؤديان في الطرف الآخر، والمغرب والعشاء تؤديان في زلف من الليل أي ساعاته.
وقد أمَّ جبريل رسول الله ﷺ عند البيت فصلى به الظهر حين زالت الشمس فكانت قدر الشراك، وصلى به الظهر من الغد حين كان ظله مثله، وعلى هذا فوقت وجوب صلاة الظهر من زوال الشمس، وآخر وقتها عندما يصير ظل كل شيء مثله([3]). والأوجب أداؤها في أول الوقت؛ لأن الله أمر بذلك في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} أي زوالها. وهذا يعني وجوب التبكير بها في أول الوقت، ويقاس على ذلك بقية الصلوات.
فإن كان تأخير صلاة الظهر نتيجة إهمال ففي هذا إثم كبير؛ لأن الله توعد من يتهاون في الصلاة بقوله: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّين}([4]). {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُون}([5]). أي يؤخرونها عن وقتها. أما إن كان التأخير نتيجة مرض أو سفر أو نسيان أو نحو ذلك، فهذا عذر له حكمه.
وفي كل الأحوال يجب قضاء ما فات من الصلاة لأي سبب، لقول رسول الله ﷺ: (من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها). وفي رواية أخرى: (إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها، فليصلها إذا ذكرها)([6]).
وعلى هذا يجب على الأخ السائل أن يصلي صلاة الظهر إذا ذكرها سواء في وقت العصر أو في غيره.
والله تعالى أعلم.
([1]) سورة الإسراء من الآية 78.
([3]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلوات، باب في المواقيت، سنن أبي داود، ج1 ص207، برقم (393)، قال الألباني في هداية الرواة، (٥٥٥): إسناده حسن، صحيح لغيره .
([6]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم، ج2 ص632، برقم (684).