الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فإن النسيان من عوارض الإنسان، وهو من نزغات الشيطان، قال الله -جل في علاه- : (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(الأنعام:68). وقد علم الله عباده بأنه لن يؤاخذهم على نسيانهم وخطئهم، فقال -تقدس اسمه- : (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ)(البقرة:286).فعلم من هذا أن النسيان مما لا يستطيع الإنسان الخلاص منه، فقد ينسى الإنسان في صلاته وفي طهارته وفي مختلف أحواله. ولأن الله العليم بما كان وما يكون لو كان كيف يكون فقد تجاوز -عز وجل- عما يتعرض له الإنسان من النسيان، والأصل فيه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إنَّ اللهَ -تعالى- وضع عن أُمَّتـي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه)([1]).وقال -عليه الصلاة والسلام- : (مَن نَسِيَ صلاةً فلْيُصَلِّها إذا ذَكَرَها، لا كفارةً لها إلا ذلك.)([2]).
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ فعليه أن يغتسل من الجنابة، ويعيد صلاته، ويدعو الله بأن يتجاوز عن نسيانه.
ولا حرج عليه -إن شاء الله- فيما نسي.
والله -تعالى- أعلم.
[1] -أخرجه ابن ماجه برقم: (2045) واللفظ له، والطبراني في المعجم الأوسط برقم:(8273)، والبيهقي برقم: (11787) وقال: الألباني في صحيح الجامع برقم: 1836: صحيح.
[2] -أخرجه البخاري برقم: (597)، ومسلم برقم:(684) واللفظ له.