سؤال من الأخ” ع.ر “من الجزائر يقول: ما حكم الصلاة بملابس فيها صور حيوان أو إنسان؟

ما حكم الصلاة بملابس فيها صور حيوان أو إنسان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فقد أمر الله عباده أن يأخذوا زينتهم عند المساجد عندما يؤدون الصلاة فيها فقال جل في علاه: ” يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجدِ”(الأعراف:31) والزينة تعني كل لباس يتعارف عليه عباد الله فلا  يمسى زينة  ملابس فيها صور  حيوانات أو إنسان، فإذا كانت في الملابس صورة كلب أو حمار مثلا فهذه الملابس  محل إنكار الناس فهي ليست من الزينة التي أمر الله عباده بأخذها.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن الصور محل للتحريم بحكم ما ورد من أحاديث صحيحة عن هذا التحريم وخاصة المجسمة منها لما فيها من مضاهاة خلق الله، ومن هذه الأحاديث ما رواه عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ : أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ “([1]) وما روته عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : “أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ”([2])وما رواه سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ : ” جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ : إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا ، فَقَالَ لَهُ : ادْنُ مِنِّي ، فَدَنَا مِنْهُ ثُمَّ قَالَ : ادْنُ مِنِّي ، فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ، قَالَ : أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( كُلُّ مُصَوِّرٍ في النَّارِ يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ في جَهَنَّمَ ) وَقَالَ ، أي : ابن عباس : إِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لاَ نَفْسَ لَهُ “([3])، فاقتضى هذا أن العبد حين يقوم للصلاة يناجي ربه ويلجأ إليه وهو في ثياب طاهرة وقلب خاشع  ولسان ذاكر فكيف يفعل ذلك وهو في لباس غير ذي زينة ملطخة بصور الحيوانات وغيرها.

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ فلا يجوز له الصلاة في ملابس فيها صور حيوانات أوإنسان أو نحوها استشعارا لعظمة الله حين مناجاته في الصلاة وغيرها.

والله تعالى أعلم.

[1] رواه البخاري ( 5607 ) ومسلم ( 2108 ) .

[2] رواه البخاري ( 5610 ) ومسلم ( 2107 ) .

[3] رواه البخاري ( 2112 ) ومسلم ( 2110 ) .