سؤال من الأخ علي من فرانسا يقول فيه: شيخي الفاضل! أنا اشتغل في محل مع زميل غير مسلم، وهو طلب مني المصحف الشريف، فهل يجوز لي أن أهديه مصحفا؟.

حكم إهداء المصحف إلى غير المسلم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :

فالجواب: أنه لا يجوز إهداء المصحف إلى غير المسلم، والأصل في هذا قول الله-عز وجل-: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ (الواقعة:79)، والأصل-أيضا-قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه  عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-: “أنَّ رسولَ اللهِ-صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-نهَى أن يُسَافرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ؛ مخافةَ أن ينالَه العدوُّ»([1]).

ولكن يجوز إهداء القرآن وتفسيره المترجم إلى اللغتين: الإنجليزية والفرنسية وغيرهما، فهذا جائز، فعلى هذا يجوز للأخ أن يهدي زميله في العمل نسخة من المصحف المترجم إلى إحدى اللغات، وكذا التفسير، فهذا جائز، وربما يكون سببا-إن شاء الله-في إسلامه. والله-تعالى-أعلم.

 

[1] -أخرجه البخاري برقم ( 2990)، ومسلم  برقم (1869).