الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين محمد، وآله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فالأصل أن المالك للشيء يختص به وحده، ولا يجوز لغيره التعدي عليه إلا بإذنه، والأصل في ذلك قول الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [النور: 27-28]، والأصل فيه أيضًا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يُؤَمُّ الرَّجلُ في سلطانِهِ وَلا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلا بِإِذْنِهِ)([1]).
هذا في العموم، أما عن سؤال الأخ فله وجهان: الأول: إذا كان ثمر الشجرة يتساقط خارج الحائط ويسقط في الطريق، ولم يكن له من يلتقطه، فيجوز للمار من الطريق ومن حوله أن يأكل منه؛ لأنه من السواقط الصغيرة، والأصل في هذا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرَّ بتمرةٍ مسقوطة، فقال: (لولا أن تكون صدقة لأكلتها)([2])، أما إن كان الثمر متماسكًا في أغضان الشجرة فلا يجوز طرحه، ولو كان مائلًا إلى الطريق؛ لأنه يعد من ملك صاحبه، فلا يجوز الأكل منه إلا بإذنه.
والله – تعالى- أعلم.