سؤال من الأخ عبد الله قندوسي من الجزائر: هل حفظ القرآن واجب على المسلم؟.

هل حفظ القرآن واجب على المسلم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب عن السؤال: أنه إذا كان المقصودُ بحِفْظِ القرآنِ حِفْظَه عن ظهر قلب فهذا ليس بواجب عينـيٍّ، بل هو فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين؛ فالأمة  لا بد من أن يكون فيها من يقوم بهذا الحفظ، وقد قام بذلك السلف والخلف، والمراد أن حفظ القرآن عن ظهر قلب ليس واجبًا، أما القراءة في المصحف فالأصل أن يقرأ المسلم القرآن كاملًا أو مُجَزَّأً؛ لما في ذلك من الفضل ومعرفة المسلم لدينه، وقد وردت في فضل قراءة القرآن أحاديث كثيـرة، منها: قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»([1]).

وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «إن لله أَهْلِينَ من الناس»، قالوا: يا رسول الله! من هم؟، قال: «هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته»([2])، وفي رواية أبي أمامة الباهلي-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول: «اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طيـرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَةُ»، قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة»([3]).

فالحاصل: أنه إذا كان المراد حفظ القرآن عن ظهر قلب فهذا ليس بواجب، بل هو فرض كفاية، أما إذا كان المراد قراءة القرآن في المصحف فالواجب على المسلم أن يقرأ من القرآن ما استطاع. والله -تعالى- أعلم.

[1] – أخرجه الترمذي  برقم (2190)، صححه الألباني في صحيح الترغيب، (١٤١٦).

[2] -أخرجه ابن ماجه برقم ( 215)، وأحمد برقم ( 13566)، والدرامي برقم (3326)، 2/ 525، صححه الألباني في صحيح الجامع، (٢٥٢٨).

[3] -أخرجه مسلم في صحيحه: برقم ( 804).