الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فصلاة التراويح في شهر رمضان سنة من السنن فيه، وقد بدأها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فصلاها في المسجد ولكنه لم يأمر بها؛ خشية أن تفرض على أمته، وهذا رأفة ورحمة منه – عليه الصلاة والسلام – بهذه الأمة وعدم المشقة بها، وبعد مماته -عليه أفضل الصلاة والسلام- رأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-الناس في المسجد يصلون أشتاتًا، وكان إمام بعضهم أبيّ ابن كعب -رضي الله عنه-فسأل عمر عن ذلك فقيل: إن هؤلاء لا يقرؤون القرآن، فصلى بهم أبيّ بن كعب، فأمره عمر -رضي الله عنه- أن يجمع الناس في التراويح، وقال: نعم البدعة.

هذا في عموم صلاة التراويح، أما عدد ركعاتها فاختلف الفقهاء في ذلك، فعند الأئمة أبي حنيفة والشافعي وأحمد وسفيان الثوري عدد ركعات التراويح عشرون ركعة^([1])، أما الإمام مالك فيراها ستًّا وثلاثين ركعة^([2])، ولما كانت صلاة التراويح سنة من السنن في شهر رمضان المبارك فإن عدد ركعاتها يرجع إلى أحوال الناس وقدرتهم، فالعشرون ركعة أفضل؛ لما في مضاعفة العبادات في رمضان من الفضل العظيم.

فالحاصل أن عدد ركعات التراويح تتفاوت، ففي المساجد الكبرى في مكة والمدينة وغيرهما من مساجد الأمة عشرون ركعة وقد تصلى في مساجد أخرى بأقل من ذلك كعشر ركعات أو ثمان دون الوتر، ففي كل ذلك خير، فكلما تضاعفت العبادة تضاعف الأجر في هذا الشهر المبارك.

والله – تعالى- أعلم

[1]– ” المبسوط ” ( 2 / 145 )  و” المجموع ” ( 4 / 31 ) و المغني ( 2 / 604 )

[2]– عيون المسائل للقاضي عبد الوهاب المالكي ص 160، وشرح مختصر خليل للخرشي 2 ص9.