سؤال من الأخ عبد القادر، يقول: إذا جاء الرجل من سفر ووجد زوجته في العادة الشهرية، وعطلته تنتهي قبل ما تطهر زوجته، هل يرخص له الجماع في هذه الحالة؟

حكم الجماع وقت الحيض

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فظاهر السؤال عن جماع الزوج لزوجته وهي حائض، وهذا الجماع محرم بنص الكتاب والحديث:

فأما الكتاب: فقول الله -عز وجل-: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة:222).

وأما الحديث: فقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من أتى حائضًا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنًا، فقد كفر بما أنزل على محمد)([1])، فالواجب على العبد ان يستعيذ بالله من هذا العمل، ولا يتعدى حدود الله لمجرد نزوة عابرة؛ فعلى هذا يحرم على الزوج مجامعة زوجته وهي في الحيض، وإذا أمرها بذلك فعليها عدم طاعته؛ لأنها ستكون حينئذ شريكة في الإثم. والله المستعان.

 

[1] – أخرجه الترمذي برقم (135)، صححه الألباني في صحيح الترمذي، (١٣٥).