الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإن التصرف في أموال اليتامى من قبل أوليائهم يجب أن يكون بالحسنى، وذلك بحفظها، وتنميتها واستثمارها فيما فيه منفعتهم، وعليهم أن يعطوها لهم إذا بلغوا مبلغ الرجال، ما لم يكونوا سفهاء، وعلى الأولياء ألّا يأخذوا الطيب من أموال اليتامى، ويتركوا لهم الرديء من أموالهم، وعليهم ألّا يخلطوها بأموالهم، فيأكلوها كما لو كانت أموالَهم، وفي هذا قال-عز وجل-: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ (النساء:9)، فقد يكون المراد من هذه الآية أولياء اليتامى، أي: أن يخشوا الله ويتقوه فيما بين أيديهم خَشْيَتَهم على أولادهم، وقد حذر الله من يتعرض لأموال اليتامى-سواءٌ أكان من الأولياء أم من غيرهم-بأن أكل أموالهم وظلمهم سيكون له عقاب شديد، فقال -عز ذكره-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ (النساء:10)، وفي هذا تشنيع لمن يظلم اليتامى، وتحذير له من العذاب الشديد.
والحاصل: أن على أولياء اليتامى التصرف في أموال اليتامى بحفظها ورعايتها وتنميتها؛ لما فيه مصلحتهم، فإذا فعلوا ذلك فلهم أجر كبير، أما من يأكلها أو يتصرف فيها بغير الحسنى وحسن الرعاية فسيعاقب على ذلك عذابًا شديدًا.