الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فالطماطم أحد أنواع الخضروات، وقد اختلف الفقهاء -رحمهم الله- فيما إذا كان فيها زكاة.

فقال عدد من الصحابة والتابعين بوجوب الزكاة في كل ما أخرجت الأرض من نبات. وقالت طائفة أخرى بأن الزكاة لا تجب إلا في أربعة أنواع، هي: الحنطة والشعير والتمر والزبيب؛ استدلالًا بما رواه أبو موسى ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما بعثهما إلى اليمن يعلمان الناس أمر دينهم لم يأمرهما بأخذ الزكاة، إلا من هذه الأنواع الأربعة، وعلى هذا لا تجب الزكاة في الخضروات والفواكه، كما استدل هؤلاء بأن الرمان والخوخ والأترج وأنواعًا أخرى من الفواكه، كانت تنتج في الطائف على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه وأصحابه، فلم يعرف أنها كانت تزكى. كما استدل هؤلاء بما روي عن معاذ بن جبل، أنه كتب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن الخضروات، فقال: (ليس فيها شيء)^([1]).

ومع أن أصحاب الزرع أو بعضهم في العديد من بلاد المسلمين يطبقون هذا الرأي، إلا أن كثيرًا منهم يتصدق من هذه الخضروات والفواكه على جيرانه وأقاربه وعابري السبيل، ممن ليس له زرع، فيهدي لهم عينًا مما أنتجه زرعه من الخضروات والفواكه؛ شكرًا لله على ما أنعم به عليه، وحبًّا في الصدقة على من لم يكن له مثل ما عنده من الفواكه والخضروات. فالحاصل: أنه ليس في الخضروات، ومنها الطماطم زكاة.

والله -تعالى- أعلم.

[1] – أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط عن طلحة 6/100، ورواه الترمذي، سنن الترمذي، (٦٣٨) وقال: إسناده ليس بصحيح وليس يصح في هذا الباب عن النبي شيء.