سؤال من الأخ ض. ي. من الجزائر، يقول: أتجب الزكاة في حب الزيتون أم في زيته؟

الزكاة تكون في حب الزيتون أم في زيته

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا و رسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد أقسم الله بالزيتون، وهو -جل وعلا- يقسم بما يشاء من خلقه فقال: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}، [التين:1]. وأثنى -عز وجل- على شجرة الزيتون بقوله : {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ}، [المؤمنون:20].

وقد اختلف الفقهاء في زكاته، فقالت طائفة منهم وهم الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي في القديم، ورواية عن الإمام أحمد: إن فيه الزكاة؛ لأنه يدخر مثل التمر والزبيب([1]). وقالت طائفة أخرى، وهما الإمام الشافعي في الجديد، والإمام أحمد في رواية أخرى، إنه لا زكاة فيه؛ لأنه لا يدخر يابسًا، مثله مثل الخضراوات([2]). ولعل الصواب وجوب الزكاة فيه؛ لأن غلته في هذا الزمان عالية، وأثمانه عالية كذلك، فالصواب والله أعلم وجوب الزكاة فيه. وتؤخذ زكاته إما عينًا، وإما زيتًا، إذا بلغ خمسة أوسق، والوسق ستون صاعًا بصاع المدينة، وهو ثلاثة كيلو تقريبًا.

والله -تعالى- أعلم.

 

[1] – أحكام القرآن للجصاص ج3ص 16 والمنتقى للباجي 2/163-165 والمجموع للنووي 5/437 والمغني لابن قدامة 2/295

[2] – والمجموع للنووي 5/437 والمغني لابن قدامة 2/295، والإنصاف 3/88.