الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الميت إذا قدم إلى ربه لم يكن ينفعه إلا عمله ورحمة ربه، فهو أرحم الراحمين، وقد وسعت رحمته كل شيء، فهو يرحم عباده ويتجاوز عن خطيئاتهم وسيئاتهم، قال-عز وجل-:(فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ)(الأنعام:147) وقال : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)(الأعراف:156) وقال في كتابه العزيز لرسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – : ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(الحجر:49) وقال – جل في علاه -: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )(الشورى:25) وقال في محكم كتابه: (وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ )(آل عمران:135) هذه هي رحمة الله لعباده، والميت ينتفع بما يفعله أهله من الدعاء له والاستغفار له، والصدقة عنه، والحج عنه إذا لم يكن قد حج، وقضاء دينه إذا كان مدينًا، فقد دلت الآثار على أن الميت يفرح بما يفعله أهله له من الصدقة وغيرها. ومما يمكن أن يفعله أهله طلب العفو ممن قد يكون ظلمه؛ لأن حقوق العباد لا تسقط إلا بالمقاصة من الأعمال، أما حقوق الله فهو يسقطها بمشيئته ورحمته وعفوه، والجواب عن السؤال أنه لا كفارة ولا فدية إلا رحمة من الله -تقدس في اسمه وجل في علاه-.
ونرجو الله أن يغفر لكل عبد من عباده ممن شهد له بالوحدانية، ولعبده بالرسالة ومات على ذلك. إنه ولي ذلك والقادر عليه.