الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فالأصل أن من يقوم بعمل من أعمال العبادة لا يتقاضى عن ذلك أجرًا، ومن ذلك أئمة المساجد ومؤذنوها ونحوهم، ومع تغير الظروف وتفرغ هؤلاء للقيام بهذه الأعمال أصبحوا يستحقون أجرًا عليها؛ لرزقهم ومن يعولون، فالإمام الذي أشار إليه الأخ السائل يستحق الزكاة، إذا لم يكن له راتب يكفل له رزقه، ورزق من يعول، فيكون هنا من أهل الزكاة الذين بيّنهم الله في قوله -عز ذكره-: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، [التوبة:60]، وإذا كان له راتب ولكن لا يكفيه فتجوز له الصدقة حينئذ، سواء كانت زكاة أو صدقة تطوع.
والله -تعالى- أعلم.