الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالأصل استحباب تصافح المسلمين إذا التقيا في الطريق أو عند دخول المسجد للصلاة أو عند أي مناسبة فهذا التصافح تعبير عن الأخوة بين المسلمين والدلالة على محبتهم لبعضهم فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القدوة الحسنة كان يصافح أصحابه إذا التقى بهم أو جاء من سفر أو جاءهم من سفر وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة ومنها ما رواه البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا التقى المسلمانِ وتصافحا تحاتَت عنهما ذنوبُهما كما يتحاتُّ عن الشجرةِ اليابسةِ ورقُها)([1]). وفي رواية أخرى عنه: قال عليه الصلاة والسلام: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفِرَ لهما قبلَ أن يفترقا)([2]). وقال عليه الصلاة و السلام فيما رواه عبد الله بن سلام رضي الله عنه : (أفشوا السلامَ )([3]).فالمصافحة عنوان للسلام والمحبة كما ذكر وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما : يخرج إلى السوق وليس له من غرض إلا السلام والالتقاء بالمسلمين والسلام عليهم([4]).فدل هذا على استحباب التصافح بين الرجال والرجال وبين النساء والنساء ولكن هذا التصافح لا ينبغي أن يكون عادة لازمة في وقت أو أوقات معينة بل يكون حين التقاء سواء كان في الأسواق أو في المساجد فكل هذا لا حرج فيه إن شاء الله .
إنما الحرج حين يكون هذا التصافح بمثابة الواجب أو تتلى فيه عبارات معينة بعد صلاة الفريضة.
فالحاصل جوابا عن السؤال أن التصافح بين المسلمين مما يستحب للدلالة على الأخوة والمحبة أما أن يكون التصافح بعد الصلوات الجماعية فهذا لا أصل له بل هو مما يكره لعدم ما يدل عليه.
والله تعالى أعلم
[1] – خرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (8954).
[2] -أخرجه أبو داود برقم :(5212) والترمذي برقم (2727) وابن ماجه برقم (3703)، وأحمد في مسنده برقم : (18547)
[3] – صحيح ابن ماجه الرقم: 2648 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
[4] – الفتوحات الربانية لابن حجر: 5/280.