الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالعبد يرجو أن يكون له دعوة مقبولة في حياته وبعد مماته فهو أفقر ما يكون إلى هذا الدعاء فيطلب مثلا من والديه أو أحدهما أن يدعوا له لأن دعوتهما مقبولة وذلك فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده)([1]). كما يجوز للعبد أن يطلب من إخوانه أو أصدقائه أو معارفه الدعاء له عند مرضه أو عند سفره أوفي حال من ضيقه.

هذا في عموم المسألة: أما عن السؤال فلا حرج على من يتصدق على الفقراء أن يطلب منهم الدعاء له فهذا ليس شرطا أو منة عليهم بل هو رغبة منه في أن يحظى بدعوة منهم فهذا كله جائز المهم ألا يكون هذا الطلب منة عليهم أو رياء لأن الصدقة تبطل إذا كان فيها من أو أذى على المتصدق عليه لقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ}، [البقرة:264].

فالحاصل أنه لا حرج في طلب الدعاء.

والله -تعالى- أعلم.

[1] – رواه ابن ماجه (3862)، ولفظ الإمام أحمد (7197). وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه برقم 🙁 3129).