سؤال من الأخ ر..د من الجزائر، يقول فيه: هل يجوز للزوجين ممارسة العلاقة الزوجية في غرفة فيها دولاب الكتب الشرعية ومصاحفُ وتفاسيرُ؟.

حكم خزن المصاحف في أماكن ممارسة العلاقة الزوجية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد بين الله -عز وجل- كرامة كتابه وطهارته، فقال-جل في علاه-: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين﴾ (الواقعة:77-80)، فهو بهذا مُكَرَّمٌ؛ لكونه كريمًا في ذاته، وأنه لا يمسه إلا طاهر، وفوق هذا أنه كلام الله المنزل منه، فهذه الصفات تحرم إهانته بأي صفة من صفات الإهانة؛ فاقتضى هذا أنه لا يجوز  وضع المصحف في مكان غير طاهر، أو معرض للنجاسة، بل يجب وضعه أو تخزينه في مكان طاهر .

والحال كذلك في كتب التفاسير؛ لما فيها من آيات القرآن الكريم، فحكم هذه الآيات حكم الآيات نفسها التي في المصاحف، والحال كذلك في الكتب الشرعية، ففي هذه الكتب آيات من كتاب الله، وأحاديث رسوله محمد-صلى الله عليه وسلم-، وعلماء سلف الأمة، فيجب تكريمها، ورفعها عن الأماكن النجسة؛ لما تحتوي عليه من الآيات والأحاديث النبوية.

هذا  في عموم المسألة،  أما عن سؤال الأخ فلا يجوز خزن المصاحف أو وضعها في الأماكن التي ليست طاهرة، أيًّا كان نوعها، والآداب والأخلاق تقتضي تكريمَ الكتب الشرعية، وتخزينها في أماكن طاهرة. والله-تعالى-أعلم .