الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فمن المعلوم أن مياه الصرف الصحي مزيج من مخلفات الإنسان والمصحات، وما يمترج بها من الأبوال والغوائط والدماء ومخلفات المصحات ونحو ذلك، ويختلف وضع هذه المياه من مكان وآخر، فمنها ما يقال إنه محل للتنقية، ومنها ما يكون على وضعه دون تنقية.
هذا في عموم المسالة، أما عن سؤال الأخ عن هذه المياه، فينبغي التفريق بين أمرين: الأول: إن كانت الأشجار غير مثمرة، كأشجار الظل في أطراف المدن، فهذه يمكن الاستفادة من هذه المياه لسقيها بحكم الضرورة، خاصة في المناطق المتصحرة، الأمر الثاني: إن كانت الأشجار التي تسقى بهذه المياه مثمرة فلا يجوز سقيها بهذه المياه؛ لكونها مزيجًا من النجاسة ينعكس ضررها على صحة الإنسان، وقد أثبت بعض الدراسات أن هذه المياه تسبب أضرارًا صحية كثيرة، كوباء الكبد وغيره، والقول بأن تنقيتها يغير من طبيعتها ليس دقيقًا، هذا من الناحية الطبية، أما من الناحية الشرعية، فإن الله -عز وجل- أمر بالأكل من الطيبات وحرم الأكل من الخبائث، فقال -جل في علاه-🙁يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) (البقرة:172)، وقال: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)(الأعراف:157) فإذا سقي الشجر المثمر والخضروات بهذه المياه أصبح ثمرها ممتزجًا بهذه المياه؛ فلا يجوز حينئذ الأكل أو التطهر من هذه المياه؛ لكونها مزيجًا من النجاسات. والله- تعالى- أعلم.