الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصل في الصلاة الخشوع والاطمئنان ونفي كل ما يشغل المصلي ويؤثر في خشوعه، والأصل في ذلك مدح الله للمؤمنين في قوله – تعالى-: (قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)(المؤمنون:1-2)، والأصل فيه أيضًا قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الرجل الذي يعبث بشعر لحيته:( لو خشعَ قلبُ هذا لخشعتْ جوارحهُ )([1]).
فالواجب إزالة الروائح الكريهة من المساجد؛ لأنها بيوت الله التي أمر أن يُرفع فيها اسمه، وكان السلف يجمرون المساجد ويطيبونها، ويحرصون على نظافتها.
هذا في عموم المسألة، وما ينبغي أن يكون عليه المصلي من الخشوع في صلاته، أما سؤال الأخ عن الرائحة الكريهة في موقع سجوده، فإذا كانت هذه الرائحة قد أثرت في خشوعه في صلاته وعدم اطمئنانه فيها فالأحوط أن يعيد صلاته، أما إذا كانت الرائحة على خلاف ذلك فصلاته صحيحة، إن شاء الله. والله – تعالى- أعلم.
[1] أخرجه الحكيم الترمذي في ((نوادر الأصول)) (3/210).