سؤال من الأخ .د.ر من الجزائر، يقول: شيخنا الكريم، صلى بنا شـخص صلاة الجنازة، وقف أمام الجنازة لكن وقف بجانبه الأيسر، فأنكر عليه جماعة، فما الحكم في ذلك أفيدونا -بارك الله فيكم- أين يقف الإمام من الجنازة؟

كيفية الصلاة على الجنازة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فلعل من المناسب التفصيل في الصلاة على الميت، فالواجب على من أراد أن يصلي عليه أن يكون طاهرًا؛ لأنها صلاة يتجرد فيها  المصلي من الأحداث والأنجاس. ثم يشرع المصلي أولًا أن يكبر ويقرأ فاتحة الكتاب، ثم يكبر ثانيًا ويصلي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة المعلومة، وهي الصلاة الإبراهيمية  “اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”.

ثم يكبر التكبيرة الثالثة وفيها يدعو للميت، و من هذا الدعاء : “اللهم اغفر لحيِّنا، وميِّتنا، وشاهدنا، وغائِبنا، وصغيرنا، وكبيرنا، وذكرنا، وأُنثانا، اللهم مَن أحييتَه منا فأَحْيِهِ على الإسلام، ومَن توفيتَه منا فتوفَّه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجرَه، ولا تفتنا بعده”  ثم يدعو للميت ويسميه باسمه فيقول : “اللهم اغفر لفلان، وارحمه، وعافه، واعفُ عنه، وأكرم نُزُلَه، ووسِّع مُدْخَلَه، واغسله بالماء والثَّلج والبَرَد، ونَقِّه من الخطايا كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنة، وقِهِ فتنةَ القبر  وعذابَ النار”. وإن كانت امرأة سماها باسمها  ويدعو لها  بنفس الدعاء فيقول: اللهم اغفر لفلانة، وارحمها، وعافها، واعفُ عنها، وأكرم نُزُلَها، ووسِّع مُدْخَلَها، واغسلها بالماء والثَّلج والبَرَد، ونَقِّها من الخطايا كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَس، وأبدلها دارًا خيرًا من دارها، وأهلًا خيرًا من أهلها، وأدخلها الجنة، وقِهِا فتنةَ القبر وعذابَ النار”.

ومن الدعاء للميت القول: ” اللهم أعذه من عذاب القبر، اللهم إن كان محسنًا فزده إحسانًا، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته وخطيئاته ” ويقول الدعاء نفسه إن كان المتوفى امرأة.

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ الدكتور فالأصل أن تكون الجنازة أمام الإمام، والمصلون يصفون خلفه يكبرون بعد تكبيره ويدعون للميت أو الميتة بالرحمة والمغفرة، فإن كان المكان ضيقًا فيمكن أن يقف مع الإمام من لم يستطع الصف خلفه، وإن أراد أحد أقرباء الميت أن يصلي بجانب الإمام فلا حرج في ذلك -إن شاء الله-.

والله -تعالى- أعلم.