سؤال من الأخ خالد يقول: ما هو العلم النافع وكيف نعرف أن العلم نافع؟

العلم النافع

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب: إن كل علم فيه خير للإنسان في دينه ودنياه، يعد نافعًا وأول العلم النافع كتاب الله عزوجل، ففيه كل ما يحتاجه العبد، فقد أودع الله فيه الأحكام التي تبين الحلال والحرام وتهدي إلى الطريق القويم وفي هذا قال جل في علاه: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾ [الأنعام:38]، وقال تقدس اسمه: ﴿إِنَّ هَٰذَا القرآن يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء:9]، وفي هذا الكتاب الكريم قصص الأولين من الأمم، وما حل بها من العقاب فبادوا فصاروا موعظة وعبرة لمن أتى بعدهم، وفي هذا الكتاب علم الله العبد ما لم يعلم لقول الله عزوجل: ﴿عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق:5]، وما كانت هذه العلوم الدنيوية إلا بقدر الله.

ومن يقرأ القرآن ويتدبره يدرك أنه ما من صغيرة ولا كبيرة من حاجات العباد وقضاياهم إلا في هذا الكتاب.

ففي أمور الدنيا ما كان الإنسان ليعلم صناعة السفن إلا لأن الله علمه هذه الصناعة كما علما نبيه نوح عليه السلام، وما كان الإنسان ليعلم لبوس الحر إلا بتعليم الله كما علم نبيه داود عليه السلام، وما كان العبد ليعلم الطهارة ونظافة اللباس إلا لأن الله أمره بذلك: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر:4].

والمعنى الإجمالي أن العلم النافع كل علم أساسه علم الإنسان بما ينفعه في دينه ودنياه كالطب والزراعة وهندسة البناء والزراعة في عمومها والصناعة في عمومها، ولا يكون هذا العلم نافعا إذا كان لا يتفق في كلياته وجزئياته مع العلم الشرعي فالسحر مثلا علوم محرمة لفسادها ومخالفتها لما أنزله الله من الأحكام والقواعد لعباده، فالعلم النافع ما أنزله الله في كتابه وما أوحى الله به إلى رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وما بلغه عليه الصلاة والسلام لأمته، وما سار عليه السلف الصالح من الأمة.

والله تعالى أعلم.