سؤال من الأخ حمزة.. من الجزائر، يقول: هل يجب أن يكون الراقي الشرعي حافظًا للقرآن الكريم؟

حكم ما إذا كان يجب على الراقي حفظ القرآن الكريم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالقرآن الكريم يكمل بعضه بعضًا، فهو كله خير في آياته وأحكامه وحروفه، ففي كل آية من آياته شفاء ورحمة؛ لقول الله -جل في علاه- (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)(الإسراء:82). فسورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، وذلك فيما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله  عنه- عن  رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  أنه قال : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ) ([1]). وزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأة بآية من القرآن وذلك فيما رواه سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (فقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بما معكَ مِنَ القُرْآنِ)([2]).

  هذا في فضل القرآن وكونه شفاء ورحمة، وأما السؤال عن حفظ القرآن كله فلا يشترط هذا الحفظ، ولكن يمكن أن يحفظ بعض الآيات أو السور التي فيها ذكر الله وعظمته، وأن الشفاء بيده وحده وأنه القادر على كل شيء، المحيي والمميت الذي يسبح له كل من في السموات والأرض.

 هذا في العموم، أما عن سؤال الأخ فلا يشترط في الراقي أن يكون حافظًا للقرآن الكريم عن ظهر قلب، بل يقرأ ما تيسر له من المصحف، ففي ذلك خير، والمهم النية بأن الله هو الشافي والمعافي.

والله -تعالى- أعلم.

الإصابة بالمس

799- سؤال من الأخت غ.ن. من الجزائر، يقول: أنا أعاني من المس أكثر من سبع سنوات، رقيت كثيرًا ولكن لم أتحسن، بل ساءت حالتي، جاءتني امرأة وقالت لي: ربطتك في صغرك عند شوافة.. أرجوكم دلوني ما الحل؟…أأواصل الرقية وكيف…أم أجبرها أن أرجع إليها وتبطل الرباط؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:

فالأخت تسأل عما إذا كان يمكنها البحث عن حل لمعاناتها ممن ذكرت لها أنها ربطتها. فالأصل في هذا أنه لا يجوز الرجوع إلى السحرة والمشعوذين؛ لأن السحر من أشد المحرمات وأعظمها ذنبًا والسحرة خدم للشياطين، ومِن رسلهم، فالواجب عدم تصديقهم أو الرجوع إليهم لحل ما يظن أنه عمل من عملهم . والأخت تقول إنها استخدمت الرقية كثيرًا، ولكنها ما زالت تعاني من المس، والمرأة التي عرضت عليها فك رباطها، مدعية أنها هي التي عملت هذا الربط قد تكون غير صادقة، وهدفها الكسب المالي، فالأحوط والأفضل في هذه الحالة أن تكرر الرقية لدى المعروفين بتقواهم، وتستعين بالله وتستعيذ به من شر الشياطين وهمزاتهم ونفخاتهم، عسى الله أن يفرج همها وينفس كربها، فإن استمر المس معها رغم تكرار الرقية وكان في هذا المس خطر عليها في نفسها، فيمكن لها أن تطلب فك رباطها ولكن على أساس إنقاذ نفسها من الهلاك الذي يترتب من المس، وعلى أساس عدم إيمانها بهذا الفعل، وعدم تصديقها للسحرة والمشعوذين ومن في حكمهم .

[1] – أخرجه البخاري برقم: (6643)

[2] – أخرجه البخاري برقم 🙁 5132).