الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالأصل ألا يمس القرآن إلا طاهر؛ لقول الله-جل وعلا-: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الواقعة: 77-80)، فلهذه الخصوصية لا يجوز السفر به إلى أرض العدو، وذلك فيما رواه عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-: أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-نهى أن يُسَافَرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ مخافةَ أن ينالَه العدوُّ([1]).
أما إذا كان القرآن مترجمًا إلى لغة أخرى-كاللغة الانجليزية أو الفرنسية أو الصينية-فلا حرج-إن شاء الله تعالى- في إرسال هذه الترجمة إلى غير المسلم، بل إن هذا الإرسال من باب الدعوة إلى الله، فمن دعا إلى الله فله أجر، ويعظم أجره إذا تحققت دعوته؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه سهل بن سعد الساعدي-رضي الله عنه-: «لَأنْ يهديَ اللهُ بكَ رجُلًا واحدًا خيرٌ لكَ مِن أنْ يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ»([2]).
فالحاصل: أنه يجوز إرسال ترجمة القرآن الكريم أو تفسيره أو إرسال معانيه أو أحكامه لغير المسلم، ولا حرج في ذلك-إن شاء الله-. والله-تعالى-أعلم.
[1] – أخرجه مسلم برقم (1869).
[2] – أخرجه البخاري برقم (4210).