الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
فظاهر سؤال الأخ عن التعامل مع زوجة الأب، وما إذا كانت من المحارم له.
والجواب أن أهل الجاهلية كانوا يتعاملون مع زوجة الأب على أنها ليست من المحارم ، والشاهد فيه أن الواحد منهم كان يتزوج زوجة أبيه إذا مات عنها أو طلقها، وكان هذا جاريًا لدى القبائل بالتراضي، وكان هذا الزواج مباحًا عند الأنصار في المدينة، فلما توفي أبو قيس الأنصاري خطب ابنه قيس امراته، فقالت له : إني أعدك ولدًا لي فأتت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته فنزل قول الله -تعالى- : (وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا)(النساء:22). والمراد أن هذا الزواج الذي كان سائدًا بينكم يعد فاحشة ممقوتة، فكان يقال للولد من هذه الزيجة ( المقتي) أي المقيت، كما أن المراد من الآية الحكم أن هذا الزواج محرم، وأنه من الفواحش الممقوتة .
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ، فإن زوجة الأب محرمة على ولد الزوج، فهي بمثابة أمه، فله أن يصافحها ويقبل رأسها ويأكل ويشرب معها، مثلها في ذلك مثل محارمه كأمه وأخواته .
والله -تعالى- أعلم .