الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
ففي الجواب عن السؤال تفصيل، فالأصل أن الخاطب يجب أن يعلم كل شيء عن مخطوبته؛ لأن هذا العلم يحمي العلاقة بينهما، ويبطل كل ادعاء بفسخ الزواج بحجة عدم العلم بالعيب، والعيوب في المرأة قد تكون ظاهرة للخاطب، كالعرج أو ضعف النظر أو البياض (البرص) في اليدين أو الوجه؛ فلهذا لا يخفى على الخاطب شيء من مخطوبته فيقدم عليها أو يتأخر، وقد تكون العيوب غير ظاهرة فتؤثر في صحة الزواج، كالرتق في المرأة وكل ما يمنع الاستمتاع بها، أو يجعل الخاطب يتركها، كما فعل ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد دخل على امرأة من بني بياضة أو غفار فوجد في خاصرتها بياض (برص)، فقال -عليه الصلاة والسلام-: الحقي بأهلك أو كما قال)([1]). فهذه العيوب الباطنة توجب على المخطوبة أو وليها الإفصاح عنها؛ لأن السكوت عليها يعد تدليسًا.
ولكن هناك حالات قد لا تكون ظاهرة، وتعتقد الفتاة أو أهلها أنها لا تؤثر في الزواج أو تمنع منه، مثل إجرائها عملية جراحية في جزء من جسدها، مثل قطع لحمة في اليد أو الرجل، أو إجراء عملية تصحيح للأسنان ونحو ذلك مما يفهم منه عدم التأثير في الزواج، كما ورد في السؤال.
فالحاصل أنه إذا كان لهذه العملية آثار تحتمل السوء، كالأورام، فالأحوط إخبار الخاطب ليكون على علم بها، أما إن كانت مجرد عملية لا تحتمل السوء، كتعديل وضع الأسنان، أو تعديل الحول ونحو ذلك مما لا يفهم منه خطر، فلا لزوم لإخباره.
والله – تعالى- أعلم بالصواب.
[1] – أخرجه الحاكم في المستدرك برقم (6808) والإمام في مسنده برقم (16032) قال الألباني في إرواء الغليل برقم (1912) ضعيف جدًّا.