سؤال من الأخ” ت. ن” من الجزائر يقول: ما حكم صرف الزكاة في بناء دورات المياه لمساجد الطرقات السريعة، علما بأن بعض المساجد لا توجد لها دورات المياه، والمسافرون يواجهون صعوبات من أجل طهارتهم للصلاة؟

صرف الزكاة لدورات المياه على الطرقات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد فرض الله الزكاة، وحدد مصارفها، والمستحقين لها في قوله جل في علاه: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، [التوبة:60]. و{سبيل الله} استحقاق عام لكل ما فيه منفعة للمسلمين، فبناء الملاجئ والطرقات، ومكافحة الأمراض والمخدرات، والإنفاق على المنقطعين والأيتام والأرامل، ومساعدة كل من يدافع عن الإسلام، وغير ذلك من حاجات المسلمين كلها في سبيل الله.

هذا في عموم المسألة: أما عن السؤال عن صرف الزكاة على دورات المياه التي على الطرقات، فجائز فالمشاهد والمحسوس في بعض بلاد المسلمين، حاجة المساجد في على الطرقات إلى دورات المياه، فهذا النوع من دورات المياه، ذات أهمية قصوى للتطهر والصلاة في هذه المساجد، بحسبها بيوت الله في الأرض، كما قال عز وجل: {في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}، [النور:36].

فالحاصل: أنه لأهمية دورات المياه في المساجد على الطرق، لا حرج إن شاء الله في صرف الزكاة على هذه الدورات، لكونها وسيلة للتطهر للصلاة فما ينفقه المنفق من زكاته، وصدقته على هذه الدورات صدقة جارية يستظل يوم القيامة بظلها، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّجلُ في ظلِّ صدقتِه حتَّى يُقضَى بين النَّاسِ)([1]).

والله -تعالى- أعلم.

 

[1]– أخرجه الإمام في مسنده أحمد برقم: (17371)، وأبو يعلى في مسنده برقم: (1766)، وابن خزيمة في صحيحه برقم: (1766)، صححه ابن حبان في المقاصد الحسنة (٢٦٨).