الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن زكاة الفطر فرض عين على المسلم، والأصل فيها قول الله عز وجل لنبيه ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمته: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ}، [التوبة:103]. والأصل فيها أيضا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- لما أرسله إلى اليمن (فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيائِهِمْ فَتُرَدُّ في فُقَرائِهِمْ)([1]). فهذا الوجوب يشمل الكبير والصغير والذكر والأنثى، بمعنى أن على كل مسلم أن يخرج صدقته عن نفسه، وعن من تحت ولايته، والطفل نفس مؤمنة مثله مثل الكبير، والمراد من هذه الزكاة تحقيق التكافل بين العباد، فالطفل إذا كان له مال، فتخرج زكاته من ماله، فإن لم يكن له مال، فيخرج زكاته وليه، بصفته مولاه، فالحكمة واضحة في أن المسلمين يتكافلون ويتعاونون فيما بينهم، فيساعد غنيهم فقيرهم ومحتاجهم، وفي هذا كمال الخير لهم في دينهم ودنياهم.
والله -تعالى- أعلم.
[1] – أخرجه مسلم برقم:( 19).