سؤال من الأخ” ب.ي” من الجزائر يقول: حكم من يحضر الولائم بدون دعوة أصحابها؟

حكم من يذهب إلى الولائم وهو لم يدع لها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،

فالذي يحضر الولائم وهو لم يدع إليها، نوعان:

الأول: مجرد متطفل يحب أن يرى ما عليه هذه الولائم من قلة أو كثرة الطعام.

والثاني: يذهب إلى الولائم لحاجته إلى الطعام فقد يكون فقيرا يريد سد حاجته،أو يكون هذا فاقدا للأسرة بمعنى أنه ليس له أسرة تقوم عليه أو أن هذه الأسرة لا تقدر على سد حاجته.

وهذا هو الغالب وهذا الرجل الأخير لا يؤاخذ على فعله لسببين:

السبب الأول: أن هذه الولائم لا يدعى لها المستحق لها.

السبب الثاني: أن مثل هذا الشخص ضعيف القدر عند أصحاب هذه الولائم، وفي هذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبوهريرة -رضي الله عنه-: “شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا، وَيُدْعَى إِلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ”([1])، فيدعى لها من لا يستحقها ويحرم منها من يستحق لفقره.

فالحاصل: أنه لا ضير ولا حرج على من لم يكن قادرا على إطعام نفسه أن يذهب إلى الولائم المفتوحة، ويأكل منها قدر حاجته، وفي سيرة السلف الصالح من المسلمين العناية بمن يكون مستحقا للطعام، ولم يقدر عليه، حتى لو لم يكن مسلما، فلما رأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يهوديا يتكفف الناس قال -رضي الله عنه-: “ما أنصفناك، كنا أخذنا منك الجزية في شبيبتك ثم ضيعناك في كبرك، ثم أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه”([2]).

والله أعلم.

[1] أخرجه البخاري (5177)، ومسلم (1432) – والفظ له.

[2] ينظر: نصب الراية (3/ 453)، كنز العمال (4/ 213رقم11477).