الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فإن من شروط الأضحية أن تكون خالية من العيوب؛ لأنها قربان إلى الله -عز وجل-، وهو طيب لا يقبل إلا طيبا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: «أَيُّها النَّاسُ! إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا»([1])، فاقتضى ذلك أنه لا يجوز فيها العرجاء البَيِّنُ عَرَجُها، والعوراء البَيِّنُ عَوَرُها، والمريضة البَيِّنُ مَرَضُها، والضعيفة التي لا تُنْقِي، كما روى ذلك البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- سُئِلَ: ماذا يُتَّقى مِن الضَّحايا؟، فقال: «أربعٌ: -وقال البَراءُ: ويَدي أقصرُ مِن يدِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- العَرجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها، والعَوراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والمَريضةُ البَيِّنُ مَرضُها، والعَجفاءُ التي لا تُنْقِي»([2]).
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ فإن كان قرن الأضحية المرادة ثابتًا وحركته يسيرةً فلا حرج فيها، أما إن كان قرنها آيلًا للسقوط فالأحوط تركها، ولعل النية تبلغ مبلغها، فيؤجر عاملها على نيته.
والله -تعالى- أعلم.
[1] أخرجه مسلم(1015).
[2] أخرجه الترمذي (1497)، والنسائي (4371)، وأحمد (18675) واللفظ له، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (2802).