سؤال من الأخ ب.ن من الجزائر، يقول فيه: ما حكم من ينكر القياس؟.

حكم من ينكر القياس

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالقياس أحد المصادر الفرعية للشريعة الإسلامية، وهو في اللغة: التمثيل.

وفي الاصطلاح: ردُّ واقعةٍ غيرِ منصوصٍ عليها إلى واقعةٍ منصوص عليها؛ لكونهما يتفقان في العلة وفي الحكم([1]).

والأصل فيه ما جاء في وصية  عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-لأبي موسى الأشعري في القضاء بقوله: “الفهمَ الفهمَ فيما تَلَجْلَجَ في صدرِك، ويشكُلُ عليك، اعْرِفِ الأشباهَ والأمثالَ، ثمَّ قِسِ الأمورَ بعضَها ببعضٍ، وانظرْ أقربَها إلى اللهِ، وأشبهَها بالحقِّ، فاتَّبِعْه”([2]).

وقول الأخ السائل بأن هناك من ينكر القياس هو قول صحيح، ولكن هذا لا يؤثِّرُ في كون القياس أحدَ المصادر الفرعية للشريعة الإسلامية، وما كان  عمر -رضي الله عنه- ليقول ما قال إلا لأنه يدرك بفطنته المعروفة أثر القياس  في الوقائع التي تستجد في حياة الناس، بفعل الزمان ووقائعه وحوادثه ومستجداته.

[1] البحر المحيط للرزكشي ج3 ص 5.

[2] إعلام الموقعين لابن القيم ج1 ص 89.