الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالقياس أحد المصادر الفرعية للشريعة الإسلامية، وهو في اللغة: التمثيل.
وفي الاصطلاح: ردُّ واقعةٍ غيرِ منصوصٍ عليها إلى واقعةٍ منصوص عليها؛ لكونهما يتفقان في العلة وفي الحكم([1]).
والأصل فيه ما جاء في وصية عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-لأبي موسى الأشعري في القضاء بقوله: “الفهمَ الفهمَ فيما تَلَجْلَجَ في صدرِك، ويشكُلُ عليك، اعْرِفِ الأشباهَ والأمثالَ، ثمَّ قِسِ الأمورَ بعضَها ببعضٍ، وانظرْ أقربَها إلى اللهِ، وأشبهَها بالحقِّ، فاتَّبِعْه”([2]).
وقول الأخ السائل بأن هناك من ينكر القياس هو قول صحيح، ولكن هذا لا يؤثِّرُ في كون القياس أحدَ المصادر الفرعية للشريعة الإسلامية، وما كان عمر -رضي الله عنه- ليقول ما قال إلا لأنه يدرك بفطنته المعروفة أثر القياس في الوقائع التي تستجد في حياة الناس، بفعل الزمان ووقائعه وحوادثه ومستجداته.
[1] البحر المحيط للرزكشي ج3 ص 5.
[2] إعلام الموقعين لابن القيم ج1 ص 89.