الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالأصل أن من عليه دين لا يجب عليه الحج؛ بل يجب عليه إعطاء ذوي الحقوق حقوقهم، فهم أولى من الحج؛ لأن الله عز وجل أوجب الحج مع الاستطاعة فمن لا يستطيع الحج بسبب عذر مشروع كالدين وصعوبة الطريق ونحو ذلك فلا شيء عليه، قال الله عزو جل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[آل عمران:97].
فإذا كان على المسلم دين وجب عليه الوفاء به وتأخير الحج، إلا إذا كان يستطيع الوفاء بالدين.
فإذا حج رغم ما عليه من دين فحجه صحيح، ولكنه قد ترك الواجب عليه، ولا ينبغي للمسلم أن يترك ما عليه من الواجب.
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخ فإن من عليه دين يجب عليه الوفاء به قبل الحج؛ لأن الدين من حقوق العباد والحج من حقوق الله، وقد جعل الله حقه في الحج مع الاستطاعة، فإن حج رغم ما عليه من دين فحجه صحيح، ولكن ترك الواجب عليه ولا ينبغي له هذا الترك.
والله تعالى أعلم.