سؤال من الأخ” ب.ر” من الجزائر يقول: لو أن شخصين تشاجرا لخلاف بينهما في حق من الحقوق، وتوفي أحدهما نتيجة جلطة مفاجئة في القلب، هل الشخص الآخر عليه ذنب؛ لأن المتوفى قد توفي في أثناء التشاجر والخلاف معه؟.

تشاجر الخصمين وموت أحدهما بعد المشاجرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،

فالظاهر من السؤال تشاجر خصمين في حق من الحقوق، ثم فاجأ الموت أحدهما، والسؤال عما إذا كان على المتخاصم الآخر ذنب.

والجواب: أنه لا إثم على الآخر؛ لأن الموت له أجل محدد، وكان يحدث للمتوفى لا محالة؛ لأن الله -عز وجل- يقول: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ (الأعراف:34)، فليس على المتشاجر إثم سوى ما يستحقه العبد من الإثم في التشاجر والبغضاء والجدال بغير حق، والأصل في هذا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فيما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا»([1]).

وفي هذه الحادثة وأمثالها عبرة للعبد في وجوب دفع الخلاف ما لم يكن له ضرورة، وعلى المتشاجر الحي أن يستغفر لأخيه صاحب الخلاف، ويدعو له بالرحمة والمغفرة؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: «استغفِروا لأخيكُم»([2]). والله -تعالى- أعلم.

 

[1] – أخرجه مسلم (2565) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

[2] – أخرجه البخاري (١٣١٨)، ومسلم (٩٥١)، وأخرجه أبو داود (3221)،..