سؤال من الأخ ب .ر. من الجزائر ، يقول: هل زوجة الابن ملزمة بأن تطيع والدة زوجها في كل ما تأمر وتقول، وما حدود التعامل بين زوجة الابن ووالدته؟

طاعة زوجة الابن لأمه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب أن من الآداب والأخلاق المرعية أن يكون بين الأسرة محبة وتألف في حياتهم وسلوكهم، وأن هذه الأسرة لا تستقيم في أحوالها إلا إذا راعت هذه الآداب، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو المثل الأعلى في حياة أسرته، فكان يمر على زوجاته واحدة واحدة، وكان يعاشرهن أحسن المعاشرة، وكان يقسم بينهن إذا أراد السفر ، وكان يلاطفهن وينشر البشرى في وجوههن، وليس هذا مع زوجاته وآله بل مع الناس كلهم؛ فهو القدوة الحسنة كما قال الله -عز وجل-: “ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا “(الأحزاب:21).

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ فالأصل أنه فيه حسن السلوك، فمن واجبات الزوجين المعاشرة بينهما بالمعروف؛ عملًا بقول الله -عز وجل-: ” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”(النساء:19).

ومن حسن المعاشرة أن يكون بين والدة الزوج وزوجته علاقة حسنة، لا تضار فيها الزوجة من أم زوجها، ولا تضار أمه من زوجته. والزوجة ليست ملزمة بطاعة أم زوجها إذا كانت تأمرها بمعصية؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث النواس بن سمعان الأنصاري:” لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ “([1]) ولكنها ملزمة خلقيًّا بطاعة الأم إذا كانت تأمرها بالمعروف؛ لأن حسن المعاشرة لزوجها يقتضي حسن المعاشرة  لأمه، فإذا ساد هذا الخلق في المنزل حسنت أحواله وذهبت عنه العداوة والبغضاء.

والله -تعالى- أعلم.

[1] أخرجه البغوي في ((شرح السنة)) (2455) وصححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح، برقم(3624)، ولفظ البخاري (لا طَاعَةَ في مَعْصِيَةٍ، إنَّما الطَّاعَةُ في المَعروفِ) صحيح البخاري (7257).