الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب من وجهين :
الوجه الأول: أن بعض المصلين تَعَوَّدَ مسح وجهه بعد دعائه عند الفراغ من الصلاة، والمراد من المسح -كما يرون- بركة الدعاء، وما أعلمه أن هذا من المستحدثات التي أصبحت في حكم العادة، وهي ليست من السنة، والأصل للمسلم أن يتبع في دعائه ما سنه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أو خلفاؤه، أو صحابته، أو أهل العلم الربانيون، وأن يترك المستحدثات المنافية لهذه السنة، والأصل في هذا قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأُمورِ؛ فإنَّ كُلَّ بِدعةٍ ضَلالةٌ»([1])، وقوله -عليه الصلاة والسلام- : «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ»([2]).
الوجه الثاني : أن الدعاء بعد الفراغ من الأكل من السنة، والمراد منه أن يتذكر العبد ما مَنَّ الله به عليه من نعمة الأكل والشرب، وأن يتذكر أنه لم يكن أحد يستطيع أن يحقق له هذا إلا الله الواحد الأحد، وأنه هو المنعِمُ عليه، وقد ورد عن رسول الله -صلى عليه وسلم- أنه قال: «من أكل طعامًا، ثم قال: الحمدُ للهِ الذي أطعمَني هذا الطعامَ، ورزقنِيهِ من غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ – غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه وما تأخَّرَ»([3]).
فالحاصل جوابًا عن السؤال: أن مسح الوجه بعد الدعاء والفراغ من الصلاة ليس من السنة، وأن الدعاء بعد الفراغ من الأكل من السنة.
والله -تعالى- أعلم.
[1] -أخرجه مطولًا أبو داود برقم (4607)، والترمذي برقم: (2676)، وابن ماجه برقم : (44)، وأحمد في مسنده برقم :(17144)، صححه الألباني في صلاة التراويح، (٨٦).
[2] – أخرجه البخاري برقم : (2697).
[3] – صحيح سنن أبي داود برقم (4023).