سؤال من الأخ بشيري… من الجزائر يقول فيه: ما دليل قول المؤذن في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم؟ وما الرأي فيمن يقول حي على خير العمل؟.

قول المؤذن في صلاة الفجر الصلاة خير من النوم

من المسنون أن يقول المؤذن في الأذان لصلاة الفجر (الصلاة خير من النوم) بعد قوله (حي على الفلاح)، ويسمى التثويب، لما رواه أبو محذورة قال: قلت يا رسول الله علمني سنة الأذان فذكر إلى أن قال بعد قوله حي على الفلاح: (فإن كان في صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم مرتين)([1]). وممن قال بذلك جمع من الصحابة والتابعين والأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد([2]).

ولا يكون هذا إلا في أذان الفجر لداعي الحاجة إليه لإيقاظ الناس من النوم، وتذكيرهم بأن في الصلاة فضلًا عظيمًا وأنها خير من النوم. أما قول (حي على خير العمل) فقد روي عن الصحابي الجليل علي -رضي الله عنه- أنه كان يقوله في الأذان، وقيل إن علي ابن الحسين زين العابدين كان يقول به أيضًا([3]). ويأخذ بهذا الشيعة والزيدية([4]).

والأصح -والله أعلم- عدم صحة هذا القول؛ لأن أذان ابن أم مكتوم وأذان أبي محذورة -وهما مؤذنا رسول الله ﷺ – لم يرد فيه هذا اللفظ. كما أنه لم يرد في كتب السنة ما يدل عليه، فاقتضى هذا عدم جوازه([5]).

 

([1]) أخرجه النسائي في كتاب الأذان، باب الأذان في السفر، سنن النسائي، ج2 ص7-8، صححه  الألباني في صحيح النسائي، (٦٣٢).

([2]) انظر: المغني لابن قدامة، ج2 ص61-62، والبناية شرح الهداية للعيني، ج2 ص82-83، والحاوي الكبير للماوردي، ج2 ص70-71، والكافي في فقه أهل المدينة المالكي لابن عبدالبر ص38.

([3]) انظر: نيل الأوطار للشوكاني، ج2 ص19.

([4]) انظر: السيل الجرار للشوكاني، ج1 ص205.

([5]) قال الشوكاني في نيل الأوطار، ج2 ص19: (الأحاديث الواردة بذكر ألفاظ الأذان في الصحيحين وغيرهما من دواوين الحديث ليس في شيء منها ما يدل على ثبوت ذلك، قالوا وإذا صح ما روي من أنّه الأذان الأول فهو منسوخ بأحاديث الأذان لعدم ذكره فيها).