سؤال من الأخ الشيخ .د.ح. من الجزائر، يقول فيه: فضيلة شيخنا! هناك ظاهرة في المدارس المتوسطة (للبنين والبنات) بأن التلاميذ والتلميذات يحضرون حصة القرآن الكريم بدون وضوء، ويحملون المصاحف، ويقرؤون منها، وهم على غير طهارة، علمًا بأن أعمارهم ما بين 13 إلى 16 سنة، فما توجيهكم لهؤلاء؟.

حكم قراءة الفتيان والفتيات للقرآن الكريم بغير طهارة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب: أن الله-عز وجل-بَيَّنَ لعباده مكانة القرآن، وأنه كلامه الذي نزله هدى ورحمة لهم، وشفاءً لقلوبهم، فقال-جل في علاه-: ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة: 2)، وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ (الإسراء: 9)، والآيات في فضل القرآن كثيرة، يعلمها المسلم من دينه بالضرورة.

وأما السؤال عن عدم تطهر الفتيات والفتيان حين حملهم للمصاحف فهذا خطأ لا يجوز؛ فقد بيّن الله لعباده أنه لا يَمَسُّ القرآنَ إلا طاهرٌ من الأحداث والنجاسات؛ لأنه كلام الله، وليس في الكون شيءٌ أعظم منه ومن كلامه -تقدس اسمه-.

وهؤلاء الفتية قد يجهلون ما يجب عليهم من الطهارة، فيترتب الواجب أولًا على أهلهم في تربيتهم وتنشئتهم، ثم يترتب الواجب ثانيًا على معلميهم في المدارس والمساجد، فيشرحون لهم، ويبينون لهم الطهارة قبل مس المصحف، وقبل قراءة القرآن؛ عملًا بقول الله -عز وجل-: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الواقعة:79-80)، وتشمل الطهارةُ طهارةَ المكان، وطهارةَ الجسم، وطهارة الثياب، فقد أمر الله -عز وجل- نبيه ورسوله محمدًا-صلى الله عليه وسلم-أن يطهر ثيابه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ (المدثر:1-4)، والأمر لنبيه أَمْرٌ لأمته.

فالحاصل: أنه لا يجوز للأولاد ذكورًا وإناثًا مَسُّ المصاحف دون طهارة، وأن المسؤولية تترتب على أهليهم وعلى معلميهم.

والله تعالى أعلم.