الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فظاهر السؤال أن الزوج تزوج مع زوجته ثم تبين له أنها مصابة بمرض، وقد أخفت مرضها عنه وما إذا كان يجوز له طلاقها.
والجواب: أن الطلاق بيد الزوج فيمكن للزوج أن يطلق زوجته، ولو لم تكن مريضة، ولكن الأمر هنا أمر بمعروف وإحسان واحتساب للأجر من الله عز وجل في علاج المريضة، وعرضها على الرقاة، وهذه الرقية قد لا تحقق غايتها، فقد يحسن الزوج إلى زوجته رغم خطئها فيعرضها على رقاة آخرين، وعلى الأطباء النفسيين لعل في ذلك شفاء لها.
إن الأمر هنا أمر إحسان وابتغاء للاحتساب، وفي هذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي)([1]).
ولعلنا نتذكر أن الطلاق ليس الحل الوحيد لما يتعرض له الزوج والزوجة في حياتهما.
والله تعالى أعلم.
[1] -أخرجه الترمذي (3895) واللفظ له، والدارمي (2260)، صححه الألباني في صحيح الترمذي، (٣٨٩٥).