سؤال من الأخ الدكتور جابر من الجزائر، يقول فيه: شاة لها ثدي واحد خلقةً، هل تجزئ في الأضحية؟، وماذا لو قطع أحد ثدييها بحادث؟.

هل تجزئ الأضحية إذا كانت ذات ثدي واحد أو مقطوع ذيلها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فالأضحية صدقة عن الحي والميت، وهي فوق كل ذلك قربة إلى الله -عز وجل- كما قال في كتابه العزيز: ﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ﴾ (الحج:37)، والتقرب إليه- سبحانه- يجب أن يكون بالطيب، وقد أمر -عز ذكره- عباده أن يأكلوا من الطيبات، ويجتنبوا الخبائث بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ (البقرة:172)، وقال -تقدس اسمه- : ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ (المؤمنون:51)، وقال -جل في علاه-: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ (الأعراف:157).

فالقربة (أي: الأضحية) في السؤال يجب أن تكون طيبة في ظاهرها وباطنها، فمِنْ حيثُ ظاهرُها يجب أن تكون خالية من العور في بصرها، وأن تتصف بقوة بدنها وسلامته، ومن حيثُ السلامةُ في باطنها سلامتها من الأمراض، وقد بَيَّنَ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أربعٌ: العَرجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها، والعَوراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والمَريضةُ البَيِّنُ مَرضُها، والعَجفاءُ التي لا تُنْقِي»([1]).

هذا في عموم المسألة، أما الجواب عن السؤالين: فلا يجوز في الأضحية قطع  ثديها ليتساوى مع الثدي المفقود، هذا لا يجوز؛ لأن السلامة لا تتوافر في الشاة المشار إليها.

أما السؤال عن التضحية بالماعز فهذا جائز، ولكن يجب أن تكون سليمة كما ذكر، ولكونها مقطوعة الذيل لا يجوز التضحية بها؛ لأن الواجب سلامة الأضحية من كل عيب؛ لأنها قربة إلى الله، ولا يجوز القربة إليه إلا بما هو طيب.

والله -تعالى- أعلم.

[1] أخرجه الترمذي (1497)، والنسائي (4371)، وأحمد (18675)، واللفظ له، وصححه الألباني في تخريج المسند برقم (18675)، وفي صحيح سنن أبي داود برقم (2802).