سؤال من الأخ إبراهيم من الجزائر، يقول: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله، .. أفوصاياه واجبة التنفيذ، أم أن الورثة بالخيار؟

هل الوصية واجبة التنفيذ أم أن الورثة بالخيار

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فمما يجب على الورثة تنفيد وصية مورثهم إذا كان قد احتفظ لنفسه بثلث ماله؛ لقصة سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ” عَادَنِي النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ مِن مَرَضٍ أشْفَيْتُ منه علَى المَوْتِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، بَلَغَ بي مِنَ الوَجَعِ ما تَرَى، وأَنَا ذُو مَالٍ، ولَا يَرِثُنِي إلَّا ابْنَةٌ لي واحِدَةٌ، أفَأَتَصَدَّقُ بثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فأتَصَدَّقُ بشَطْرِهِ؟ قَالَ: الثُّلُثُ يا سَعْدُ، والثُّلُثُ كَثِيرٌ، إنَّكَ أنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ أغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِن أنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ..”([1]).

فإذا كانت الوصية بالثلث فلا خيار للورثة في تنفيذها، أما إذا زاد الموصي في وصيته عن الثلث، فللورثة الخيار في تنفيذ الوصية فينفذون الثلث، والباقي يكون إرثًا لهم.

والله – تعالى- أعلم.

 

[1] رواه البخاري (3936).