سؤال من الأخ أ… صالحي من الجزائر عمن نقض وضوؤه في أثناء صلاة الجمعة وماذا يمكنه أن يعمل حتى يدرك الصلاة؟ وهل له أجر الصلاة إذا لم يدركها؟.

حكم من انتقض وضوؤه في أثناء صلاة الجمعة

والجواب: أن من انتقض وضوؤه لأي ناقض من نواقض الوضوء، وجب عليه التطهر منه، لقول رسول الله ﷺ: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)([1]). وإذا تطهر وأدرك صلاة الجمعة مع الإمام بمعنى أنه أدرك ركعتيها أو إحداهما فقد أدرك الجمعة، لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: (من أدرك من صلاة الجمعة ركعة فقد أدرك الصلاة)([2]). وهذا قول عدد من الصحابة والتابعين والأئمة مالك والشافعي، والصحيح من مذهب الإمام أحمد([3])، فإن لم يدرك ركعة منها صلاها ظهرًا. أما إدراك فضلها لمن حدث له حدث في أثنائها ولم يتمكن من إدراكها فلعل الله جل وعلا يعطيه أجرها؛ لأنه أتى للقيام بها فحدث له ما لا يقدر على دفعه، والعمل إذا اقترن بالنية قبله الله وأعطى صاحبه أجره عملًا بقول رسول الله ﷺ: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)([4]). والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

([1]) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب وجوب الطهارة للصلاة، صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم، ج2 ص13، برقم (225).

([2]) أخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن أدرك من الجمعة ركعة، سنن ابن ماجة، ج1 ص356، برقم (1123)، صححه الألباني في صحيح الجامع، (٥٩٩٩).

([3]) انظر: بداية المجتهد لابن رشد، ج1 ص189-190، والحاوي الكبير للماوردي، ج2 ص43-44، والمغني لابن قدامة، ج2 ص16-18.

([4]) أخرجه البخاري في كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ ؟ فتح الباري، ج1 ص15، برقم (1).